التعاون على البر والتقوى

ت + ت - الحجم الطبيعي

قالَ الله تعالَى: (وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ، إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى».

 

تسخير

سخَّرَ اللهُ عزَّ وجلَّ الناسَ بعضَهُمْ لبعضٍ، فلاَ يستطيعُ أحدٌ أن يستقِل بذاته، لذلكَ وجب التعاونِ بين النَّاسِ جميعا حتى تقام المجتمعاتِ وتبنى الحضاراتِ، وتتقدم الشعوب.

ولاَ يستطيع الإنسان أن يحيا لوحده بدونِ تعاونٍ معَ بقية مجتمعه ففي الأسرةِ الواحدة تظهر الحاجة إلى التَّعاونِ بينَ جميع أفرادها مِنَ الزَّوجينِ والأَولاد، وكُل شخص فيها مستدعى لكي يُساعِد الآخرَ فِي واجبِهِ, وأنْ يُسْهِم فِي تكوينِ الأسرةِ وبنائِهَا واستقرارِهَا وسعادتِهَا, فالزَّوجُ والزَّوجةُ يتعاونَانِ علَى تأسيسِ هذهِ الأُسرةِ علَى التَّفاهُمِ والمودةِ والرَّحمةِ والسكينة والعمل من أجل تربية أبنائهم وتحري الحلال في أعمالهم من أجل أن يبنوا أسرة قائمة على تقــوى اللــه عز وجــل.

وكذلك الأولاد كل يقوم بدوره فالتلميذ يلتزم بدروسه وإطاعة والديه ومدرسيه في المدرسة ويلبي كل رغبات آبائه ومن تخرج من الأولاد عليه مساعدة والده في تربية أخوته الصغار فالجميع أمام مسؤولية مشتركة هدفها الأساس بناء أسرة مسلمة تكون نواة المجتمع المسلم الذي يتبع هدي خير البرية صلى الله عليه وسلم.

 

تعاون

وقدْ كَانَ سيدُنَا محمَّدٌ صلى الله عليه وسلم يُحقِّقُ مبدأَ التَّعاونِ معَ أهلِهِ، فعَنِ السيدةِ عائشةَ رضيَ اللهُ عنْهَا قالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَخْصِفُ نَعْلَهُ، وَيَخِيطُ ثَوْبَهُ، وَيَعْمَلُ فِي بَيْتِهِ كَمَا يَعْمَلُ أَحَدُكُمْ فِي بَيْتِهِ.

التعاونِ له أهمية كبيرة فِي تَماسكِ المجتمعِ وتقويته ونَشْرِ المحبَّةِ فبالتعاون يتم تحقيقِ التَّكافُلِ بينَ أفراده.

 

تشريع

لذلكَ شرعَ الإسلامُ فريضة الزَّكاةَ ورَغَّبَ فِي الصَّدقَة والإنفاق في كل وجوه البر والوقْفِ بكُلِّ أنواعِهِ وحثَّ علَى الإحسانِ والبر وبذل المال في فعل الخيرات، وعيادَةِ المرضَى والوقوف بجانبِهِم ومساعدةِ المحتاجِينَ وإدخالِ السُّرورِ على فقراء المسلمين من ذلك المنطلق نرى أن التَّعاونَ أحد طرق النَّجَاحِ وإدْرَاكِ الفلاح الغاياتِ السامِيَة والأهداف النَّبيلة.

كما أن التعاون مطلوب مِنْ كُل فَرْد مِنْ أفرادِ المجتمعِ، كُل فِي مجالِ عملِهِ واختصاصه حتى يقوم كل فرد بواجبه على أكمل وجه.

 

Email