Note: English translation is not 100% accurate
Writers Image

«الدهر يومان.. يوم لك ويوم عليك»

X
نجاح في عملية تلخيص الموضوع
حدث خطأ، الرجاء اعادة المحاولة
لا يوجد نتائج في عملية تلخيص الموضوع
بقلم : مشعل السعيد


يقول النمر بن تولب:

فيوم علينا ويوم لنا

ويوم نُساء ويوم نُسر

وقد صدق هذا الشاعر وبر، فالدنيا هكذا يوم لك ويوم عليك، سنة الحكم العدل وحكمته الربانية، ولا رادّ لقضاء الله تعالى وقدره، فما من سعادة إلا وعلى أثرها حزن ولا راحة إلا

ويتبعها شقاء، ودوام الحال من المحال، فأنت تريد وأنا أريد والله فعال لما يريد، ولله در الإمام الشافعي رضي الله عنه حيث يقول:

يريد المرء أن يعطى مناه ويأبى الله إلا ما أرادا

ولو جعلنا الآخرة أكبر همنا، لهانت علينا المصائب، وجميل أن يسعى المرء في صلاح نفسه، ليرتاح ضميره، ويطمئن قلبه، ويكون مستعدا للرحيل، ليفوز بخير الدنيا ونعيم الآخرة، والتقي من حمد الله في السراء والضراء، واستعد للقاء خالقه الحكم العدل.

روى القاضي التنوخي في كتابه «الفرج بعد الشدة» أن طاووس اليماني قال: دخلت الحجر ذات ليلة، فإذا بزين العابدين علي بن الحسين بن علي رضوان الله عليه يدخل، فقلت في نفسي: رجل من أهل بيت النبوة، ومعدن الرسالة لأستمعن إلى دعائه الليلة، فصلى ثم سجد فأصغيت بسمعي إليه فإذا به يقول: عبدك بفنائك، مسكينك بفنائك، (قال طاووس) فحفظتهن، فما دعوت بهن في كرب إلا فرج الله عني.

فما بعد الشدة إلا الرخاء، والله عز وجل كل يوم هو في شأن، يغفر ذنبا، وبكشف كربا، ويرفع أقواما ويضع آخرين، وبيت الشعر الأول بهذا المعنى وصاحبه النمر بن تولب العكلي من الصحابة لوفادته على النبي صلى الله عليه وسلم، وروايته عنه، وكان شديد الكرم، واسع القرى، سمي المحبر والكيس لجودة شعره، وهو مخضرم عمّر حتى خرف، وبيته فيه إحاطة بقول المولى عز وجل:

«وتلك الأيام نداولها بين الناس لعلهم يتفكرون» آل عمران، فما أصابنا لم يكن ليخطئنا، وما أخطأنا لم يكن ليصيبنا، وقد عد أبوزيد القرشي النمر في أصحاب المجمهرات، وأثنى عليه أبوعمرو بن العلاء ومن شعره السائر:

يود الفتى طول السلامة جاهدا

وكيف يرى طول السلامة يفعل

ذكر السجستاني في كتابه «المعمرين» أن النمر عاش مائتي سنة، وشبه شعره بشعر حاتم الطائي وأورد له قوله:

خاطر بنفسك كي تصيب غنيمة

إن الجلوس مع العيال قبيح

فالمال فيه تجلة ومهابة

والفقر فيه مهابة وقبوح

وأترككم في رعاية الله.

أضف تعليق
(التعليقات تمثل آراء أصحابها ولاتمثل رأي "الانباء")
x
اقرأ أيضاً