موضوع تعبير عن الصدق

موضوع تعبير عن الصدق
موضوع-تعبير-عن-الصدق/

تعريف الصدق

إنّ الحياة والاستمرار بها تحتاج إلى مبدأ يرتكز عليها نجاح كل شيء، وهذا المبدأ هو الصدق الذي يُعد أساس الإيمان والحياة، وهو نطق اللسان بالحق والصواب، مهما كان الموقف، إذ لا ينطق بالباطل والخطأ؛ لأن ذلك يُعد غشًّا وبُعدًا عن القيم الأخلاقيّة، وهو يُصبح آنذاك من الكذب، وهو في الإسلام يهدي إلى البر، وهذا البر هو الطريق للوصول إلى الجنة، ومن المفاهيم أيضًا، بأنّه هو أن يقوم الفرد بهذه الأعمال خالصة من أجل الله، فيتجنب الغش والزور؛ لأنّه يعلم بأنّ الخالق مُطّلع على كل شيء، وبذلك فإنّ الصواب ينبع من داخل الشخص، أي من نفسه وقوة عزمه وإرادته إلى السير نحو الطريق الصحيح مهما كانت العوائق كثيرة.[١]


إنّ الصدق هو مرآة للنفس الصافيّة والنقيّة الطاهرة، وهو يُعبّر عن نظافة ما بداخل هذا الشخص، وعن جمال قلبه، وروحه النقيّة، الخاليّة من أي شوائب، كما أنّه خُلق إسلامي نبيل وجميل، وإذا اتصف الشخص به على كامل الأوجه، أي بالقصد، والفِعل، والكلام، فإنّه بذلك يصل إلى الدرجة التي أمر الله تعالى بالسعي لها ونيلها ألا وهي درجة الصديقية، موجًها الخطاب إلى الرسول الكريم، من خلال قوله تعالى: "وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا"[٢] إذن فهو رأس الفضائل، وهو أساس الإيمان، والعمل الصالح، كما أنّه بمثابة حلية الدين التي تُزين قلب الشخص وتُجمّل صورته.[٣]


دائمًا ما يتضح أن تعريف الصدق الكامل هو عدم الكذب، وخاصة عند تربية الأطفال، ولكنّ هناك القيمة التربوية للصدق والتي ربما تتفرع إلى مفاهيم كثيرة غير الكذب، مثال ذلك بأنّه هو تجنب فِعل الأشياء الخاطئة أخلاقيًا، والتي تقلل من القيمة التربويّة للشخص، فعندما يفتعل الشخص بعض الأعمال التي تخالف القانون، وتخالف المبادئ العامة في المجتمع، فهو بذلك يبتعد عن الصراحة، ويُحاول الكذب من أجل إخفاء فعلته، وخوفه من الوقوع بالمشاكل والخلافات، وهنا يكون الشخص قد أخفى الحقيقة في سبيل مصلحته الخاطئة، إذن فقول الحق يرتبط بجوانب الحياة كافة، خاصة الأفعال، والتي لا بد من التنبه لها، لتجنب وقوع صاحبها بالكذب.[٤]


مجالات الصدق

إنّ الثقة هي أساس كل الأعمال النابعة من القلب، فجميع الأعمال سواء أكانت ظاهرة أم باطنة فإنّ منشأها الذي يُثبت حقيقتها هو الصّدق، ولذلك فقد كان له مجالات عديدة ومختلفة، ويرتبط كل مجال بأنواع خاصة تتوزع عبر الحياة، وأول هذه المجالات هو الصدق مع الخالق، ويكون ذلك مع الله بأن يسعى الشخص لنيل رضا الله، والقيام بكل فِعل وعمل وقول يُقربه من خالقه، ويُغير جميع أحواله من أجل التقرب له من خلال أفعاله وأحاديثه وتقلّب أحواله، فالصدق مع الله هو أهم المجالات، وبها يؤكَّد أن الشخص لا يرتكب أي رياء في حياته، فهو يسعى لنيل أعلى درجات الرضا من الخالق.[٥]


إنّ الصدق مع الله يعني التزام المرء بالصفاء والخير في النيات، والأحوال، والأقوال، والأفعال، وهنا يجب أن تُعبر ظواهر الفرد عن بواطنه، وهو في هذا المجال يستدعي الفرد بأن يُحسن الإخلاص والخضوع لله، والخوف منه والرجاء له، والرضا والتوكل عليه، إضافة إلى حفط اللسان في كل قول، فلا يتكلم إلا بحق، وبما ينفع سامعه، كما أنه هنا من واجبات نقل الأخبار، وهذا يستوجب الحذر من التحدث بشيء غير مُثبت، أو العمل بأمر غير شرعي، فالصدق بالعمل يتطلب الإخلاص والإتقان بأداء كافة الأعمال على أكمل وجه، دون خداع، أو ظلم، أو بخس، فالعمل الصالح هو وليد اليقين، الذي يكشف عن معدن الإنسان وأصله.[٥]


إنّ أنواع الصدق تتوزع على مجالات مختلفة في الحياة، ومنها في مجال العلاقات والتعامل مع الخَلق، وهنا يكون ضرورة من ضرورات الحياة القائمة بين الأفراد، وسبيل لنجاح هذه العلاقات الاجتماعيّة المختلفة، كما أن الاختلاط مع الخَلق هو أيضًا يتوزع على الصدق في التعامل بالقول معهم، والعمل لديهم، إذ أمر الله سبحانه وتعالى بالاستقامة، والبعد عن الكذب والنفاق، وتجنب كل شخص يكشف عن خبث نيته، وسوء سريرته، ويقول سبحانه وتعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ"، [٦] إذن فقول الحق من أهم الأسباب التي تؤدي إلى نجاح الفرد بكافة مجالاته حياته، وهو منجاه، وفِعل ممدوح ومحبوب عند الله تعالى وبين خَلقه.[٥]


ثمرات الصدق

للصّدق ثمرات كثيرة، وفوائد عائدة لمصلحة الفرد، ولكن قبل الحديث عنها، فإنّه من أهم الثمرات التي ينالها الفرد بصدقه، هو ما جاء في قوله تعالى: "قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ"، [٧] فالصادقين وعدهم الله بالفوز العظيم، ومن آثار الصدق الأُخرى بأنّه يجلب الطاقة التي تزيد من القرارات الصائبة، وتُقلص من حجم الأخطاء، كما أنّه يعود بالراحة والطمأنينة على الشخص، ويُبعد عنه الخوف والتشتت والقلق الناتج عن الكذب من أن تُكشف الحقيقة، إذن فهو في حقيقته يُحقق السعادة المرجوة بالحياة، والراحة التي يسعى لها كل فرد.[٨]


تستقيم حياة الفرد بالصراحة، ومن قيمة الصدق وثمراته أنّ الشخص الصادق ينال الثناء في الآخرة وفي الدنيا أيضًا، إذ تعلو منزلته عند الخالق، ويزيد قدره بين الناس نتيجة صدقه، فالفرد الصادق يُقدره جميع الناس، ويحترمونه، ويطلبون رأيه في أغلب المواضيع التي يواجهونها؛ لأنّهم يعلمون أن هذا الشخص هو محل ثقة، ولن يغشهم، فيطلبون مساعدته في أغلب القرارات التي يتخذونها، فالشخص الصادق يفرض على المجتمع احترامه، وعلى الأفراد تقديره، وهو بذلك يصبح حرًا دائمًا، لا يخشى من شيء، وإنما يمضي بكل ثقة بين الناس؛لأنه يعلم بأنهم يحبونه، فالصادق هو أخير الناس، والأشد قربًا لهم، لما يحمل بدخله من مشاعر خيّرة ومطمئنة.[٨]


من أبرز الثمرات التي يجلبها الصدق هي طمأنينة القلب وسكينته، كما أنَّ الصّادق هو شخص يُدرك الأجر الكبير من الله لذلك فهو مطمئن لسائر أمور حياته، ودعواته مُجابة فهي قريبه لله تعالى، كما أنّ الله يُضيف البركة إلى عمله سواء في البيع أو الشراء، وهو يؤدي إلى الرقي والوصول إلى منابر ودرجات الأبرار والصديقين، ثمَّ نيل الجنَّة في آخر الطريق، والصّدق في العمل يُكسب صاحبه الأمانة، وصفة الأمانة هي من أهم الصفات المطلوبة في سوق العمل، إذ يُصبح الفرد الصادق عضوًا فعالًا في عمله، ومديرًا شريفًا بين شركائه، إذن فهو دائمًا يفتح باب النجاح والتفوق والسعادة في الحياة.[٩]


الصدق في الإسلام

لقد حثَّ الإسلام وأمر بالصّدق، من خلال الأحاديث النبويّة الشريفة، والآيات الكريمة في القرآن الكريم، إذ قال سبحانه وتعالى:"فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ"، [١٠] فالصّدق من الفضائل الذي دعا إليها الإسلام، فينبغي للمؤمن أن يكون صادقًا مع الله سبحانه وتعالى، وصادقًا مع الخَلق في وعوده وأفعاله، فالمؤمن لا يتصف بالكذب والخيانة، وإنما هو يحاول الوصول لأعلى درجات الإيمان، من خلال صدقه الذي يُعد بأنه أحد أسباب النجاح والبر في الحياة، وهو من أسباب كثرة الرزق والأجر من الله تعالى، كما جاءت نصوص كثيرة في القرآن والسنة، تُبين وعيد الكاذب وعقابه، وذلك لأن الكذب في الإسلام مذموم ومحروم.[١١]


إن خلق الصدق من أبرز الأخلاق التي اتصف بها الرسول -صلى الله عليه وسلم-، إذ اشتهر منذ نعومة أظفاره بالتحلي بالأمانة والإخلاص، فكان لا ينطق إلا صدقًا، كما كان محل ثقة قومه، إذ لقّبوه قبل البعثة بالصّادق الأمين، وبذلّك فإنه له آثاره على الفرد، إذ يُحقق له النجاح والسعادة في الحياة، أما عن الصدق وأثره في المجتمع فإنه يبرز من خلال نجاح هذا المجتمع، وقلة الفساد والإنحراف به، فالصّدق يؤدي إلى صلاح كل شيء في المجتمع، كما أنَّ صراحة المجتمعات تؤدي إلى بناء كل خير، وإلى تأسيس علاقة قائمة على الثقة والإخلاص بين الأفراد، فتغيب الجرائم والفساد في المجتمع.[١٢]


بالنهاية فإن الصّدق يصنع الود واللطف والرحمة بين الناس، كما أنّه يضفي الثقة والمحبة في العلاقات، وكل مجتمع ينشأ أفراده على ثقة القول هو مجتمع متعاون ومنتج، فهو يُعزز العلاقات الاجتماعية والتآلف بين الأفراد، لذلك فإن المجتمعات المتحضرة جميعها تتصف بالاستقامة والثقة، وذلك يظهر من خلال تطورها بالإنتاج، وتقدمها عن باقي المجتمعات بكل ما هو جديد، وبذلك فإن المجتمع الذي يهنأ بقول الحق، هو مجتمع نظيف وخالي من الخداعات، والمكر والخديعة والكذب، كما أن الدين الإسلامي أمر بالصدق لما فيه لمصلحة الفرد والمجتمع بأكمله.[١٣]



لقراءة قصص تتحدّث عن الصّدق، ننصحك بالاطّلاع على هذا المقال: قصص أطفال قبل النوم عن الصدق.

المراجع[+]

  1. "معنى الصدق وأهميته"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 19/12/2020. بتصرّف.
  2. سورة الإسراء، آية:80
  3. "الصدق من أهم معايير التدين الحقيقي"، شبكة النبأ المعلوماتية، اطّلع عليه بتاريخ 19/12/2020. بتصرّف.
  4. "ما هو الصدق"، أراجيك، اطّلع عليه بتاريخ 19/12/2020. بتصرّف.
  5. ^ أ ب ت "مكانة الصدق في الإسلام"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 19/12/2020. بتصرّف.
  6. سورة التوبة، آية:119
  7. سورة المائدة، آية:119
  8. ^ أ ب "ما هو الصدق"، أراجيك، اطّلع عليه بتاريخ 19/12/2020. بتصرّف.
  9. "مكانة الصدق في الإسلام"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 19/12/2020. بتصرّف.
  10. سورة محمد، آية:21
  11. "معنى الصدق وأهميته"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 19/12/2020. بتصرّف.
  12. "الصدق من أهم معايير التديق الحقيقي"، شبكة النبأ المعلوماتية، اطّلع عليه بتاريخ 19/12/2020. بتصرّف.
  13. "الصدق من أهم معايير التدين الحقيقي"، شبكة النبأ المعلوماتية، اطّلع عليه بتاريخ 19/12/2020. بتصرّف.